ملتقي الصمود
نظم مركز الدوحة العالمي لذوى الاحتياجات الخاصة مساء أمس ملتقى الصمود بمشاركة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة- قطر، وذلك بحضور السفير الفرنسي بالدوحة ولفيف من المواطنين والكوادر المتميزة في مجال ذوى الاحتياجات الخاصة.
ويهدف الملتقى والذي يأتي بالتزامن مع الاحتفال بيوم المعلم العالمي إلى الكشف عن إبداعات ومواهب ذوى الاحتياجات الخاصة ودورهم في مواجهة الحصار. وتضمنت الفاعلية افتتاح معرض فني بعنوان الصمود، للفنانة القطرية متحدية الاعاقة دانيا طارق ضم عدداً من اللوحات التي تعبر عن صمود الشعب في وجه الحصار الجائر، ودور ذوى الاحتياجات الخاصة في صمود الشعب القطري.
وتخلل الاحتفال عدد من الفقرات منها إلقاء قصيدة شعر التي جسدت ملمحة صمود الشعب القطري للشاعر راضي الهاجري، إضافة إلى فقرة العرضة أداها طلاب مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين. كما شهد الحفل تكريم عدد من الجهات الإعلامية والكوادر المتميزة في مجالات ذوى الاحتياجات الخاصة
رؤية قطر
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة هلا السعيد – مديرة مركز الدوحة العالمي لذوى الاحتياجات الخاصة أن ملتقى الصمود يترجم رؤية قطر الوطنية 2030 وقيادتها الحكيمة، لافتة إلى أن الرؤية تدعو إلى الاهتمام بالعلم والتعلم وتعزز مكانة المعلم بمن فيهم معلم التربية الخاصة.
وبيّنت الدكتورة السعيد أن الاحتفالية قد ارتكزت على 3 محاور الأول منها يركز على صمود الشعب في وجه الحصار الجائر ووطنيته، منوهة بأن هذه الوطنية من غير وجود معلم متميز يغرس في طلابه حب الوطن والولاء للقيادة الحكيمة.
وتابعت قائلة “وأما المحور الثاني فيركز على صمود المعاق وتحدي الإعاقة ووصوله للموهبة، حيث لن تأتي الموهبة والإبداع من دون وجود معلم متميز يهتم بالمعاق ويحسن تدريبه ويمنحه الثقة بالنفس، ومن ذلك تم اكتشاف موهبة الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم العمل على تنمية وتطوير هذه الموهبة، بينما المحور الثالث هو صمود معلم متميز ذو كفاءة عالية استطاع أن يتحدى الصعاب من أجل الارتقاء بطلابه من ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على غرس قيم وطنية للوصول بهم إلى الإبداع والتميز والموهبة
وأشارت الدكتورة السعيد إلى أن رسالة الملتقى هي غرس حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال جعلها مهارة أساسية ضمن البرنامج التدريبي إضافة إلى تقوية جانب الثقة بالنفس والتحدي عند ذوي الاحتياجات الخاصة، ومناقشة أفضل المنهجيات الناجحة في تأسس معلم تربية خاصة على كفاءة عالية.
ونبهت إلى أن تقديم أساليب مبتكرة لتلبية الاحتياجات التعليمية والتربوية لجميع أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة المدموجين بمدارس التعليم العام، وتسليط الضوء على نقاط القوة والموهبة لدى أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة.
هدف الملتقي
وبدورها قالت سهيلة آل حارب – رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع قطر “إن الهدف من الملتقى هو رسم البسمة على وجوه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومسح دموع الحزن من حياتهم وزرع الأمل والطموح والعزيمة ومواجهة التحديات”.
ونوهت بأن ذلك يتم من خلال إدماجهم بالمجتمع باعتبارهم شريكاً أصيلاً في التنمية.. مضيفة”: لقد استلهمنا شعار الملتقى في ظل التحديات والمتغيرات الدولية التي أثرت على الأدوار التي تقدمها هذه الفئة أو تشارك المرأة القطرية والتي تعتبر أفضل حظاً بفضل الرعاية والاهتمام والدعم الذي توليه القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والذي حرص على إعطاء المرأة مكانة أكبر من المشاركة في المجتمع، والتي تعتبر ركيزة تنموية وفاعلة فيه، خاصة وأن دولة قطر قد جعلت التنمية البشرية محور اهتمامها، وماضية في نهج التحديث وبناء جيل يتواءم مع واقعه ومستقبله لتحقيق رؤيتها الوطنية 2030
إطلاق جائزة المعلم المتميز قريباً
كشف مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة عن إطلاق مبادرة جائزة “المعلم المتميز”، وستكون هذه الجائزة سنوية لكل من معلمي التعليم العام ومعلمي التربية الخاصة، على مستوى قطر والوطن العربي، وسيتم الإعلان قريباً عن الشروط والمعايير الأساسية للاشتراك بهذه الجائزة.
السفير الفرنسي: الأعمال الفنية تعكس تحدي ذوي الاحتياجات الخاصة للحصار
أشاد السفير إيريك شوفالييه – سفير فرنسا لدى الدوحة، بالمعرض المصاحب لملتقى الصمود، مشيراً إلى أن اللوحات والأعمال الفنية تعبر عن تحدى ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة وأنهم مثال يحتذى به في اجتياز الصعوبات.
وقال “إن مثل هذه المواهب تعبر عن الإمكانيات غير المحدودة لهذه الفئة، فهم يمكنهم تحقيق الأفضل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وأن هذه الأعمال الفنية الرائعة بمثابة رسالة عما يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة تحقيقه
المشاركون في الندوة: ضرورة تصميم برامج ومناهج تتلاءم مع قدرات الموهوبين
خرج المشاركون في الندوة النقاشية “معلمي مكتشف موهبتي” التي أقيمت ضمن فعاليات الملتقى وألقت الضوء على دور المعلم في اكتشاف موهبة ذوي الإعاقة بضرورة الاهتمام بأساليب التنشئة الأسرية التي تناسب الطفل الموهوب بصورة خاصة.
وأكد المشاركون على أهمية توعية أولياء الأمور والمعلمين بالأساليب التي يجب إتباعها في رعاية الطفل الموهوب، مبينين فوائد زيادة الاهتمام باكتشاف الموهوبين في مراحل مبكرة من الدارسة والعمل على تنميتها.
وشدد المشاركون على ضرورة تشجيع الأطفال على القيام بالأنشطة المختلفة لتنمية ميولهم ومواهبهم واستعداداتهم سواء داخل المنزل أو في المدرسة مع ضرورة تصميم برامج ومناهج ذات أنشطة تتلاءم مع قدرات الموهوبين.
شارك في الندوة الدكتورة هلا السعيد والدكتورة زينب الحساوي والدكتور سمير سميرين، والدكتور طارق العسوي، وأدارتها المذيعة بثينة عبد الجليل.